ما رايك في شكل الموقع الجديد ؟

المشاركات الشائعة

كولوبان الصفحة الرسمية. Fourni par Blogger.

جلست بعدا الغداء على داك الكرسي الخشبي الذي يتمايل الى الأمام و الوراء,  يطل من شرفة البيت على الشارع


كانت النافدة الزجاجية التي أمامي موصدة تتخللها خطوط من قطرات المطر، أخدت الصورة تختفي شيئا فشيئ و النور يضمحل تدريجيا، كانت هناك فراشة خلف الزجاج، ترقص على نغمات المطر، كانت ترقص هناك و أنا أرقص هنا، آزداد صوت المطر و صارت حباته أكبر، فأثقل جناحيها و لون عينيها بلون الغلس، إشتعل البرق جمرا فأحرق الزجاج، فأخد جسمي يرتجف بعدما آبتلت ملابسي و إلتصق شعري على جبيني، شعرت بالبرد، و أخدت أسناني تعزف سيمفونية الصقيع، تجمد جسمي و آلتصقت قدماي في الأرض العائمة، مددت لها يدي، لنرقص معا، كانت تنظر الي و هي تبسط يداها و تُبعدها الرياح، كلما حاولت أن أمسكها يتلون السحاب و يزداد سواده، كانت السماء تبدو باكية و القمر يرتدي ثوبا من الحزن، حاولت أن ألبسه شئ من ملابسي، و أمسح الضلمة من عليه بأناملي، كان يبتسم مع كل لمسة، لكن سرعان ما تنزف عيناه بعبرات تمحو أثار أناملي، فتختفي تلك البسمة من جديد و يعود الضلام و يشتد المطر، حاولت أن أرسم قلبا في قلب الضباب، لكن سرعان ما تمحوه الرياح الغاضبة، فيتكمش و يدوب مع الجليد، حاولت أن أرقص مع الريح لأغير آتجاهه، حاولت أن أنفخ في السحاب لتذهب بعيدا عن القمر لأمسك يديها و أنفض القطرات من على جناحيا لتستعيد خفتها فنرقص معا على زخات المطر، مطرا لا يعرف معنى الغضب، مطرا يتساقط من سحب زرقاء صافية لا تعرف السواد، مطرا تتفتح معه الزهور و تخضر له الحقول لا مطرا يحفر الرصيف و يكسر زجاج النوافد و يحفر ضلوع البشر؛ فنظرت إليها، مددت لها يدي مجددا، لنرقص و نرتدي الأبيض و نعزف لحن الخلود، ما إن وَضَعَت يداها على يدي حتى آختفى النور و سمعت صوتا عذبا يقول لي ماذا بك يا بني أتحلم حتى في القيلولة، آنهض فالعمل ينتضرك.

إذا رأيت فراشة تحلق خلف زجاجة شرفة بيتك فآعلم أنها تشعر البرد، فلا تبحث لها عن معاطف بل آحضنها و ستشعر بالدفئ و قدم لها حليبا و تمرا إن شربت فهنيئا لك و لكم.


اذا اعجبتك هذه التدوينة فلا تنسى ان تشاركها وتساعدنا على نشر المدونة ، كما يسعدنا ان تنضم الى قائمة المشاركين في كولوبان

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Translate

Membres